ملحمة جميلة لأسماء الله الحسنى ~

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

العكيد

محمود الصالح


منا ولكم صالح الأعمال


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله المحصي


اســــــم الله المحصي





قال الله عز وجل في القرآن الكريم:

SafeRedirect.aspx
[مريم:الآية-94]

أذكّر القارئ الكريم بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ *
[رواه البخاري ومسلم]

# # يتوهم المتوهمون أن الإحصاء هو العد ؛ فمن عدها دخل الجنة ، وهذا خطأ في فهم كلمة أحصاها ، وهناك قاعدة وهي أن الشيء العظيم لا يصح أن يتوقف على شيء ضعيف ، فهذه الأحاديث ليست صحيحة ، فدخول الجنة التي خُلق الإنسان من أجلها والتي كُلِّف أن يعرف الله وأن يستقيم على أمره لا تكون فقط بِعَدِّ هذه الأسماء ، فليس معنى الإحصاء هو العد ، وهناك قاعدة في اللغة وهي : الاختلاف في المبنى دليل على الاختلاف في المعنى ،

الإحصاء أن تقول: قرأت كل هذه الكتب وفهمتها صفحة صفحة قيَّمتها ، وعرفت أخطاءها وصوابها وفوائدها ؛ فالإحصاء يعني العِلم الدقيق ،

ولو سألت عن عدد الموظفين في مؤسسة وقيل لك : مئة وثمانون فهذا عدٌ، أما إن ذُكِرتْ لك أوصافُهم ؛ قدراتهم وكفاءاتهم أوضاعهم المعاشية ، والإقتصادية والفكرية صار إحصاءً، فالاحصاء هو الذي يفيد العلم ،

## فالمحصي هو اسم متعلق بعِلم الله عز وجل ،
والله سبحانه وتعالى هو المحصي الذي يحصي الأعمال و يعدها يوم اللقاء ، فالإنسان لا يستطيع أن يعد كم يوماً عاشه وكم نزهة قام بها وكم كلمة لفظها لكن الله سبحانه وتعالى يعلم كل أعمالك بدقائقها وتفاصيلها ومناسباتها ودوافعها وأهدافها ، كل هذا تراه يوم القيامة رأي العَيْن وهذا هو معنى المحصي .

قال تعالى :


SafeRedirect.aspx
[الأنعام: الآية59]

** فالإنسان إذا أيقن أن الله عز وجل يحصي عليه كل حركاته وكل أنفاسه وكل أفعاله وكل وساوسه وكل ما تنطوي عليه نفسه من نوايا وبواعث وأهداف وصراعات كان شأنه مع الله شأناً آخر ،

من إعجاز القرآن الكريم ، "وإن تعدوا نعمة الله " ؛ فأنتم عاجزون عن إحصائها فلأَنْ تكونوا عاجزين عن شكرها من باب أولى ،

كلكم يعلم أن الإنسان إذا رُزِق مولودا تتابعت الهدايا الكثيرة يتمكن بسهرة واحدة أن يحصي مجموع هذه الهدايا ، أما مكافأة أصحاب هذه الهدايا يحتاج إلى مال كثير ، وإلى جهد كبير ، وإلى أمد طويل ، ففرق كبير بين إحصاء هذه الهدايا وبين المكافأة عليها ، فربنا عز وجل أثبت لنا عجزنا عن عد النعم فما بالُكم عن شكر النعم! فأنتم عاجزون عن إحصائها فلأَنْ تكونوا عاجزين عن شكرها من باب أولى ، لذلك فالإنسان في موضوع الإحصاء يبدو ضعيفا جداً ،
# ومن المعاني المهمة لكلمة المحصي هي : أن الله عز وجل يحصي لك أعمالك ؛ الصالحة والطالحة فكل شيء مسجل خيراً وشراً ، أعمالك الجليلة مسجلة والصغيرة مسجلة ، وهذا المعنى يجعلك إذا أحسست أنك مراقب وكل حركاتك مسجلة فهذا يستدعي أن تكون منضبطا،

ونقف عند بعض الآيات التي ورد فيها لفظ المحصي ، علما أن كلمة المحصي لم ترد في القرآن الكريم ولكن وردت مادة الإحصاء وفي مواضع كثيرة .
ففي سورة مريم :

SafeRedirect.aspx
[مريم:الآية93-94]

لذلك حظ العبد من هذا الاسم هو : أنه متى علم أن الله يحصي عليه كل حركاته وسكناته وخواطره وأنفاسه ونواياه شعر أن الله عز وجل بالمرصاد ، وعليه أن يكون في وضع يستحي فيه من الله عز وجل ، فيجب أن تراقب قلبك ، ولتعلم أن الله عز وجل يراقبك ،

# لذلك سيدنا عمر يقول: " فتعاهَدْ قلبك " ، فنحن دائما نتعاهد أجسامنا ، بحيث نسرع لوقاية أيّ عضو أُصيب ، أما المؤمن فإنه يتعاهد قلبه كذلك ويخشى أن يرى الله عز وجل في قلبه شيئاً لا يرضيه، ولذلك قالوا القلب منظر الرب ، ومن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن أن يحصي هو أيضاً أخطاءه ويحصي أفعاله ويحصي أيامه ، ويحصي نِعَمَ الله عليه ، فهناك شخص أعرفه يسجِّل أخطاءهُ ليستغفر الله عز وجل عند تذكرها ويُقابل كلّ خطيئة بِعَمل صالح ، مع أنّ الإحصاء بين العبد والربّ فيه فرق وبَون شاسع ، ولكن يجب أن تُعلِّمَ نفْسك أن تُحصي أيَّامك ، يقول : مضى من عمري كذا ،

فهل بقي لي بِقَدر ما مضى ؟!واللهِ هذا سؤال دقيق ونافع جدا ، وهو سؤال محرِج ؛ كيف مضَتْ هذه السنوات الأربعون ، أوالثلاثون ، إذًا مضى من عمري أكثر ممَّا بقي ، وهذا الذي مضى كلمْح البصر ، فالذي بقي أقلّ ، فكيف أشغل هذه الأيام والليالي ؟ كيف سأُنظِّم برنامجي ؟ ، وكيف سأطلب العلم ؟ وما العمل الذي سألقى به الله تعالى ؟ فالعبد إذا أحصى أخطاءه واستغفر الله منها كان هذا حافزاً لطاعة ربه وابتعاده من الغفلة ، بعضهم دعا ربه سبحانه وتعالى فقال : إلهي أنت المحصي لحركات العباد والمحيط بعمل أهل الجفاء وأهل الوداد أحصيت جميع الأسرار في الإنسان وجمعت فيه سائر الأكوان ، اكشف عن قلوبنا الحجاب حتى نشهد في أنفسنا أنوار المعطي الوهاب وامنحنا نور المراقبة حتى نراقب جميع أعمالنا ونحصي سائر أحوالنا إنك على كل شيء قدير.
*** أخوتي القراء: معنى الحفيظ ومعنى المحصي تجمعهما قواسم مشتركة ، فالحفيظ حفظ لك القرآن الكريم ، والحفيظ حفظك من شر ما خلق ، ألا تقرأ قوله تعالى:


SafeRedirect.aspx
[سورة الفلق]

فعلى المؤمن أن يُعوِّد نفسه قراءة المعوذات كل يوم ، لكن هل هناك فرق بين الاستعاذة بالله واللياذ بالله ؟
الاستعاذة من الشر واللياذ في الخير ، لاذ بالله ليرزقه طفلاً ، لاذ بالله ليرزقه رزقاً حسنا واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، فالعياذ من الشر واللياذ في الخير ، الإنسان يستعيذ أحيانا من الشيطان الرجيم ولا يرى نتيجة لهذه الإستعاذة فكيف نجيبه ؟ فالاستعاذة ليست مجدية إلا إذا كان القلب حاضراً ، فإذا كانت الإستعاذة لفظية فهذه لا تقدم ولا تؤخر، وربنا عز وجل يقول : قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق " فهناك مخلوقات شريرة ، يحمل الإيدز بأمريكا مئتان وأربعون ألف شخص مات منهم مئة وأربعون ألفاً ، ومليون إنسان يحملون هذا المرض في مختلف أصقاع الأرض فهذا من شر ما خلق ، ويقدرون أنه بعد خمس سنوات أو عشر سيصبح الرقم فلكياً ، ولا يشغل العالم الغربي اليوم إلا هذا المرض ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا...*


محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله المحصي
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الخبيـــــر

اسم الله الخبيـــــر





الخبير هو الذي يعلم كل شيء ولا يغيب عن علمه صغيرة ولا كبيرة ، وهو العالم بكُنْه كل شيء ، ومطلع على كل حقيقة مهما دقت أو خفيت ، العليم بدقائق الأمور لا تخفى عليه خافية ، يعلم الداء والدواء ، العلم بظاهر الأشياء وبواطنها بشكلها وحقيقتها وبجلائلها ودقائقها بما تراه عينك وبما يخفى عنها ،
يقول الإمام الغزالي الخبيرهو الذي لا تغرب عنه الأخبار الباطنة ، ولا يجري في الملك والملكوت شيء إلا بعلمه ، ولا تتحرك ذرة ولا تسكن إلا بعلمه ولا تضطرب نفس ولا تطمئن إلا بعلمه


لكن قد يسأل سائل أليس هذا هو العليم ؟ ؟ الحقيقة أن العلماء فرقوا بين العليم والخبير
فالخبير يفيد معنى العليم ، ولكن العليم لا يفيد معنى الخبير ، لذلك اسم الخبير هو عليم ومع العلم شيء آخر ، وسوف أُوضِّح عن طريق الأمثلة الفرق الدقيق بين العليم والخبير ،
وهناك آية في القرآن الكريم ورد فيها اسم الخبير ، وقد ثبت في القرآن لفظ الخبير أكثر من أربعين مرة فقال تعالى :



[البقرة :الآية 234]


# لو أنني أمسكت هذا الكأس ووضعته في هذا المكان أنتم جميعاً رأيتم أنني نقلته من مكان لآخر فذا هو العلم ،
ولكن لماذا نقلته ؟

ما الدوافع التي حملتني على نقله ، وما الخواطر التي خطرت ببالي حين نقلته ، وماذا أبتغي بنقله ، وما الباعث على نقله ، علمُك أنه انتقل من مكانٍ لآخر هذا يسمى علماً .

أما الخبير إذا قال الله عز وجل : والله بما تعملون خبير" يعني يمكن أن تعمل عملا لا يشك أحد من الخلق أنه عمل طيب، وتكون النية ليست طيبة فالله خبير بما تعمل ، قد تدعي شيئاً وأنت على خلافه ، وقد تريد شيئاً في الظاهر ، ولكنك في الباطن لا تريده ، وقد ترحب وأنت تبغض ، وقد تغضب وأنت تحبّ ، حقيقة العمل ومؤدّى العمل هي للخبير فهو الذي يعلم ذلك


# قد تجد إنساناً يعمل عملاً طيباً وربما ساق الله له بعض المصائب فتقول : لِمَ أصيب وأعماله طيبة ؟ أنت لا تعلم لأن الله هو الخبير،
لم يَسُق الله له هذا الحادث إلا لحكمة بالِغةٍ ورحمة به ، فالله بما تعملون خبير ،
# مثلُ آخر ؛ طبيب له الحق أن يرى موضع الألم من المرأة ، لكنه إن نظر إلى موضع آخر لا تشكو منه فهل على وجه الأرض جهة تكشف خيانة بصره؟ لا ... إلا الله ، قال تعالى:





[غافر: الآية 19]


## فإذا أرسل الله عز وجل مصيبة فلا تحزنوا لمجيئها ، ولا تفرحوا بما آتاكم فالله خبير بما تعملون ، حكمة الله اقتضت أن يرسل عليكم هذه المصيبة ،
# إنسان صالح هو في حركة انتقال من بيته إلى مسجده وبالعكس رزقه الله تعالى مبلغاً كبيراً من المال هل سيبقى على حاله أم يتغير ؟ هذا لا نعلمه ، لكن الله يعلمه فالله خبير بما تعملون
إن من عباديَ من لا يصلحه إلا الفقر فإذا أغنيته أفسدت عليه دينه ، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى فإذا أفقرته أفسدت عليه دينه ، فمن الذي يعلم حقيقة النفس


ويلح علينا الآن سؤال هام ؛ لماذا لا نجد في أظافرنا وشعورنا أعصاباً حسية ؟ فلو كان الأمر كذلك لاحتجنا إلى الذهاب إلى المستشفى لتقليم أظافرنا وشعورنا ولاحتجنا إلى تخدير .

فهذا هو الخبير الذي أعطى كل شيء خلقه ، إذ لم يجعل أعصاب الحس في الأظافر ولا في الشعر ولكنّه جعل أعصاب الحس في العظام ! فإذا انكسر العظم تألّم الإنسان أشد الألم ، فالشعور بالألم أربعة أخماس العلاج !


من خلال هذا نقول : إنك إذا أيقنت من "اسم الخبير" أنه هوالمطلع على سرِّك وهو عليم بِخَفيِّ أمرك وما في صدرك يكفي لرفع همتك إليه واستحضار حاجتك في قلبك من غير أن تنطق بلسانك وهي فكرة دقيقة جداً ، عِلْمكَ أن الله مُطَّلِعٌ على قلبك يجعلك تناديه نداءً خفياً كما فعل سيدنا زكريا






[مريم : الآية 3]




وبعضهم تجده يجهر بالدعاء وكأنه يناجي بعيداً ، فالمؤمن إذا عرف اسم الخبير ناجاه في سرِّه وسأله في سرِّه ودعاه في سرِّه ، ولم يحتج لرفع صوته بالدعاء ،

قبل أن يُلقى إبراهيم في النار ، قال له جبريل : أَلَكَ مِنْ حاجةٍ يا إبراهيم ؟ قال : منك ، قال : لا بل من الله ، فقال :علمه بحالي يُغني عن سؤالي .

فإذا كنت يا الله معي في كل حال فأنا في غنى عن حَمْل زادي


بعضهم ينصح المؤمنين أنّ مَن كانت به حاجة إلى الله أن يقرأ قوله تعالى :






[الملك :الآية 14]




الإمام الغزالي رحمه الله تعالى تكلم عن حظ العبد من اسم الخبير


فقال : يجب أن يكون العبد خبيراً بأحواله وبإيمانه وخبيراً بمشاعره وأحوال قلبه والخفايا التي يتصف بها قلبه وخبيراً بإخلاصه واستقامته، فأقرب شيء منك جسمك ونفسك ،
فلا بد أن تكون خبيرًا بقلبك ؛ هذه الخواطر التي تأتيك أمِن قلبك أم من نفسك أم من الشيطان ؟ وهل هي وساوس أم إلهامات ؟ وهل هذا العمل باعثه الإخلاص أم الرياء ؟
ينبغي أن تكون خبيراً بأحوالك ونفسك وقلبك ، وكسبِك للمال وإنفاقِه
فاسم الخبير يقتضي أن تكون خبيراً بما أنت عليه لأن أول حركة لمعرفة أيّ مشكلة ، هي أن تعرفها أنها مشكلة ثم تحددها إذْ إنك لاتترك عملا إلا إذا علمت أنه ذنب فقبل أن تترك الذنوب ينبغي أن تعلم ما الذنوب؟ فأول خطوة نحو إصلاح النفس أن تعرفها وتعرف حقيقتها وألّا تنخدع بها .
أيها القارئ الكريم : هذا الاسم له تطبيقان أساسيان:
الأول : أن تعلم أنك مكشوف أمام الله ، لا تخفى على الله منك خافية .
الثاني : أن تكون أنت خبيراً بأحوالك وخواطرك وقلبك وإيمانك ووساوسك وإلهامات الملائكة، فأنت خبير، وأن تعلم أنه خبير عندئذ تتحق لك الفائدة من هذا الاسم الجليل .






تفسير اسم الله الخبير

محمد راتب النابلسي


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله مالك الملك

اسم الله مالك الملك



مقدمة:
إنّ باب الأسماء الحسنى من أخطر الموضوعات في الدين ، لأنك من خلالها تتعرف إلى أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى .

والحقيقة أن الإنسان لايحب جهة ما لاسمها ؛ ولكن يحبها لصفاتها . فكلما تعرفت إلى أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، كانت عبادتك أصح، وكانت خشيتك أكبر، وكان إقبالك أشد
# ففي القرآن الكريم ورد اسم المَلِك ، والمالك ، والمليك ، ومالك الملك حصراً ،
* أما اسم المَلِك ففي ، قوله تعالى :


SafeRedirect.aspx
( سورة الحشر : الآية 23 )

* وأما اسم المالك ففي الفاتحة الشريفة :



SafeRedirect.aspx
( سورة الفاتحة : الآية 2 ـ 4 )
* وأما المليك ففي قوله تعالى :


SafeRedirect.aspx
( سورة القمر : الآية 54 ـ 55 )
* وأما مالك الملك فقد ورد هذا الاسم مرة واحدة في قوله تعالى :



SafeRedirect.aspx
( سورة آل عمران: الآية 26 )
أيها القارئ الكريم :
إذا أردت أن تتعرف إلى الله عز وجل يستحيل أن تدركه بحواسك ؛ لا بد من أن تدركه بعقلك . قد تقول إن هذا الكون يدل على خالق عظيم ، ومسيِّر حكيم ، ومُرَبٍ رحيم . ولكن التفاصيل ؛ ما صفاته ؟ وما هي أسماؤه ؟ هو رحمن رحيم ، هو الله الذي لا إله إلا هو ، الملِك، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر . فحينما تجول في هذا الموضوع ، فأنت في الحقيقة تجول في أخطر موضوع على الإطلاق لأن الله سبحانه وتعالى هو كل شيء ؛ هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، ابنَ آدم : اطلبني ؛ تجدني ، فإذا وجدتني ، وجدت كل شيء. يا رب ماذا فَقَد من وجدك ؟ وماذا وجد مَن فقدك ؟ وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ .
# أيها القراء الكرام :
اسمحوا لي أن أرويَ لكم هذا الدعاء النبوي )لا بد من أن يحفظه المؤمن(، يروي عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَك ،َ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ .
[رواه أحمد]
إذًا ثمرة هذا الدعاء :
إلا أذهب الله حزنه ، وأبدله مكانه فرحاً " ، حتى إذا أصابه مكروه أو هَمٌ أو حَزَنٌ دعا به ، والنبي صلى الله عليه وسلم صادق مصدوق .
## مالك الملك
؛ أن هذا الكون العظيم تحكمه إرادة واحدة نافذة فيه هي إرادة الله قال تعالى :


SafeRedirect.aspx
( سورة يونس: الآية 24 )
أتاها أمرنا - لا أمرهم
# يقال مثلاً :
الدولة الفلانية عندها قنابل نووية كافية لتدمير الأرض خمس مرات الآن هي في الحضيض ، في الوحول ، هي الآن متفتتة ، كل أنواع السقوط في هذه الدولة ،
قال تعالى :



SafeRedirect.aspx
( سورة يونس : الآية 24 )
فهذا المُلك العظيم ؛ فيه إرادة واحدة نافذة ؛ هي إرادة الله . بِرَبِّك أيها المؤمن ؛ إذا أيقنت هذا اليقين هل تتوجه لغير الله ؟ هل تخشى غير الله ؟ هل ترجو غير الله ؟ هل تطمح إلى غير الله ؟ هذا هو التوحيد ؛ طرقه كلها تؤدي إلى الله عز وجل .
أذا: كلمة مالك الملك تعني : ما شاء في هذا الملك كان ، وما لم يشأ لم يكن ، كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع . هذا هو معنى مالك الملك .
#### إذا أعطى الله عز وجل الملكَ لإنسان ، يعطيه الهيبة ؛ فكلهم يخافونه ؛ فإذا أراد أن ينزع منه الملك ، ألغى هيبته ؛ فكلهم يجترىء عليه .
#
أحد القواد العظام في العهد العباسي بلغت شهرته الآفاق حتى صارت الأمهات يُخوِّفن أولادهن به ، فلما دخل على هارون الرشيد ، رآه صغير الجسم ، قصير القامة نحيلاً ، فقال له : أنت فلان ؟ ! فقال له : حبذا لو رأيتني وقد أسبغ الله عليَّ الهيبة ،
لقد زلت قدمه فنزع الله عنه الهيبة فالإنسان إذا نزع الله منه الهيبة صار شخصاً تافهاً ، قال تعالى :



SafeRedirect.aspx
( سورة آل عمران : الآية 26 )

## قال العلماء : هذه الأسماء بالذات لا يجوز أن تذكر وحدها ، فيجب أن تقول الضار النافع ، المذل المعز ، المعطي المانع ، القابض الباسط ، مثنى مثنى ، لماذا هذا الاقتران ؟ لأن الله يضر لِيَنْفَع ، ويذل لِيُعِزّ ، ويمنع لِيُعطي ، ويقبض ليبسط ،
وأوضح مثال على ذلك : أن تجد الأب يقسو على ابنه في الصغر ، كي يصنع منه رجلاً في المستقبل كل هذه الشدة من الأب هي لصالح الابن . وكل هذه الشدة صنعت منه إنساناً متفوقاً ،
وأخيرا: حتى الكفار يوم القيامة يرون أن الأمور كلها بيد الله . أما المؤمنون فهم وحدهم الذين يرون هذه الحقيقة في الدنيا ،
فملخص الملخص : ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن . ومعنى مالك الملك ؛ أن هذا الكون العظيم تحكمه إرادة واحدة نافذة فيه هي إرادة الله .








محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله مالك الملك

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله ذو الجلال والإكرام

اسم الله ذو الجلال والإكرام

ذو الجلال والإكرام :عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرَامِ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ *

هناك نقطة دقيقة وهي :
أن أسماء الله الحسنى يمكن أن تقسم إلى قسمين : قسم يشير إلى قوته ، وقسمٍ يشير إلى كماله . أنت كمؤمن تؤخذ بالقوي ، وتؤخذ بالرحيم .

فالكمالات بكل أنواعها يجمعها اسم (الإكرام)، والقوة بكل مظاهرها يؤكدها اسم (ذو الجلال).
مثال ذلك :
قد تحترم أشخاصاً احتراماً كبيراً وقد لاتحبهم ينتزعون إعجابك بقوتهم ، أو بذكائهم ، أو بخبراتهم ، أو بتحصيلهم ، أو بفطنتهم ؛ وقد لا تحبهم .
وبالمقابل فإن هناك أشخاصًا آخرين يملؤون قلبك حباً ، وقد لا ينتزعون إعجابك .
# الإنسان يميل قلبه لأمه ، وقد تكون أُمِّيةً . يمتلىء قلبه حباً لها ، لكن علمها وثقافتها وخبرتها وفطنتها وذكاءها لا ينتزع إعجابه .
وقد يحب أستاذاً في الجامعة على عِلم وفهم وثقافة ؛ ولكن حينما يتعامل معه لا يميل قلبه إليه . إذاً هناك صفات تُعجب بها ، وهناك صفات تحبها .
الصفات التي تُعجب بها ، مجموعة في اسم (الجلال) . والصفات التي تحبها ، مجموعة في اسم (الإكرام) .
فإذا قلت " تبارك ذو الجلال والإكرام فهذا يعني؛ أن كل صفات القوة والعظمة والجبروت يتصف الله بها . وكل صفات الإكرام والرأفة والرحمة يتصف الله بها . فكأن هذا الاسم المركب من اسمين ، جمع الأسماء الحسنى كلها من زاويتن : زاوية القوة وزاوية الإكرام .
ورد هذا الاسم مرتين في كتاب الله ، المرة الأولى قوله تعالى :


SafeRedirect.aspx
[الرحمن :الآية27]
والمرة الثانية :" تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام



SafeRedirect.aspx
[الرحمن :الآية27]



## نقف عند هذه المفارقة الدقيقة : و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام : ذو من الأسماء الخمسة مرفوعة بالواو . لماذا جاءت الآية الأولى بالرفع ، والثانيةبالجر ؟
الآية الثانية تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام " الاسم عَرَض وليس جَوْهراً فجاءت ذي تابعة لربك ؛ " تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام "
أما الوجه
من الذات. ويبقى وجْهُ ربِك ذو الجلال والإكرام " هذه هي اللغة العربية . قال تعالى :


SafeRedirect.aspx
[الشعراء : الآية 195]


ذو الجلال والإكرام:
فلماذا قدم الله لفظ الجلال على لفظ الإكرام ؟ لأن الجلال يعني التنزيه ، تقول : جل جلاله ؛ أيْ تنزهت ذاته عن كل نقص ، وإن الإكرام الصادر من الله عز وجل إكرام منزه عن كل غرض .
#
قد تُدعى لطعام الغداء من قبل أحد الأشخاص ، وبعد أن تنتهي ، يطلب منك حاجة ؛ فهذه الدعوة إذاً ليست خالصة ، وإنما دعوة هادفة ، وهي مشوبة بمكسب ، وغرض وتأمين حاجة ؛
لذلك قدم الله اسم الجلال على اسم الإكرام ؛ لأن إكرامه منزه عن كل غرض.
##
كان عليه الصلاة والسلام من رآه بديهة هابه ، ومن عامله أحبه . فالنبي وأصحابه والمؤمنون الصالحون الصادقون المخلصون ؛ هؤلاء يأخذون من هذا الاسم نصيباً وهو الهيبةُ ؛ من اتقى الله هابه كل شيء . وأيُّ إنسان اتصل بالله عز وجل كانت له هيبة .

ونختم بقصة التابعي حسن البصري
# الإمام الحسن البصري كان من كبار التابعين ، وكان ذا هيبة عظيمة .
ولعل قصة هذا الإمام تحوي على ما يدل على هذا المعنى ؛ لقد أدى واجب العلم ، وذكر بعض الأخطاء التي صدرت عن الحجاج ، ولما بلغ الحجاجَ مقالةُ البصري ، غضب ، وأرغى ، وأزبد ، وتوَعَّد ، وأمر بقتله وقال : ائتوني به -طبعاً حينما أمر بقتله جاء بالسَّيَاف ومُدَّ النِّطع أمامه في قصره - بل قال قبل ذلك لمن سمع مقالة الحسن البصري ، ولم يرد عليه ؛ قال لهم : والله يا جبناء لأسقِينَّكم من دمه. فلما دخل الحسن على الحجاج ورأى السَيَّاف جاهزاً ، والنِّطع ممدوداً ، تكلم بكلمات لم يسمعها أحدٌ ، فما كان من الحجاج إلا أن وقف له ، واستقبله وما زال يقربه حتى أجلسه على سريره ، وكان يكنى أبا سعيد قال له : يا أبا سعيد كيف أنت ؟ يا أبا سعيد ، أنت سيِّد العلماء . يا أبا سعيد يا أبا سعيد ... وقيل : عطَّره ، واستفتاه في قضية ثم شيَّعه . هذا السَيَّاف صُعِق جاءوا به ليقطع رأسه ومد النطع ، وكأنه قرار القتل نهائي ، فتَبِع الحاجبُ أبا سعيد فقال له : يا أبا سعيد لقد جيء بك لغير ما فُعل بك ! فماذا قلت قبل أن تدخل؟
قال قلت :
يا ملاذي عند كربتي ، يا مؤنسي عند وحشتي ؛ اجعل نقمته علي برداً وسلاماً ، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .
.صدقوني أيه القراء الكرام :
هذا لكل مؤمن وفي كل زمان وفي كل مكان ، للمؤمن هيبة . لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدَّهم عندك إن كنت مؤمناً مستقيماً ،
فمن اتقى الله ، هابه كلُّ شيء ، ومن لم يتق الله ، هاب كلَّ شيء .







محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله ذو الجلال والإكرام

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الضار النافع


بسم الله الرحمن الرحيم






الضار النافع :
اسمان من أسماء الله الحسنى . دققوا في كلمة الحُسنى ؛ ولله الأسماء الحُسنى ؛ فالضار من أسماء الله الحُسنى ، والمانع من الأسماء الحسنى، والقابض من الأسماء الحسنى ، والمُذل من الأسماء الحسنى ، وكُلُ أسماء الله حُسنى؛ ولكن قد يبدو للإنسان أحياناً أن الضُرَّ يؤْلمه ، وهو كالدواء تماماً؛ طعمه مُر وعاقبته محمودة .
أيها الإخوة الكرام : لو كُشف الغطاء لهذا الإنسان - والله الذي لا إله إلا هو - الذي ساق الله له من الشدائد ما ساق ، ولو عُرفت حكمة الشدائد التي يسوقها الله لِعِباده ، لَذاب الإنسان حباً وخجلاً من الله عز وجل، كما تذوب الشمعة إذا أُشعل فتيلها .
لذلك يقول الإمام علي كرَّم الله وجهه : والله لو كُشِف الغطاء ، ما ازددت يقيناً . وهذا الإيمان وهذا الشعور هو أحد أكبر الأسباب سعادة الإنسان ؛
# شعور الرضا أيها الإخوة لا يوصَف ؛ أن ترضى عن الله.
يطوف أحدهم حول الكعبة ويقول : يا رب ، هل أنت راضٍ عني ؟ وكان وراءه الإمام الشافعي فقال : يا هذا وهل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ وقف والتَفَت وراءه وقال : من أنت يَرْحمك الله ؟ كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟
فقال الإمام الشافعي :
إذا كان سرورك بالنِّقمة كَسرورك بالنعمة ، فأنت راضٍ عن الله .
لا تُصدِّق أن يكون الامتحان في الرخاء ؛ إنما الامتحان في الشِدّة. ولا يظهر إيمانك إلا في الشِدّة ، ولا ترقى عند الله إلا في الشِدّة ،
لذلك المؤمن يُوَطِّن نفسه على أن يُمتحَن .
وقد سُئل الإمام الشافعي ؛ أندعوا الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال : لن تُمكن قبل أن تُبتَلى ،
قال تعالى :




[/CENTER]
( سورة آل عمران : الآية 179 )




** دققوا معي الآن ؛ متى يُنافق الإنسان ؟ متى يُرائي ؟ ومتى يخاف ؟ ومتى ينهار ؟ ومتى يَخْنع ؟ ومتى يقبل الضيم ؟ إذا شعر أن إنساناً يمكن أن ينفعه ، أو يمكن أن يضره ، أمّا إذا أيقن أنه لا نافع إلا الله ، ولا ضار إلا الله ، رفع رأسه وقال : لا وذلك بِملء فمِه ، واعتقد أن الله لن يسلمه ، ولن يتخلى عنه ، وأن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرِّب أجلاً . كل أسباب القوة والمنعة ، وكل أسباب العزة والجُرأة ، بسبب أن تؤمن أنه لا نافع ، ولا ضار، إلا الله ، ألا يكفيك قوله تعالى :



( سورة فاطر
هذه الآية وحدها تكفي ، ألا يكفيك حديث رسول الله الذي روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ*
(رواه الترمذي)



## لو دققت النظر في أب أهمل ابنه ، يأكل كما يريد ، وينام إلى أي وقت يريد ، ولا يدرس ، ويُصاحب رفقاء السوء ، هذا الابن سيكون في مؤخرة الركب . الأب الشديد الذي حمل ابنه على الدراسة ، وضبط سلوكه ، وقسا عليه ؛ أحياناً هذا الابن سيكون شخصيَّة لامعة في المجتمع . هذا الابن لو رأى نفسه في أعلى مقام ، ومكانة اجتماعية ، ويحمل دكتوراه ، وله بيت وزوجة ، معززٌ ومكرّم ، ألا يدعو لأبيه طوال حياته ؟ ألا يقول جزى الله عني أبي كل خير ؟ لولا شِدتُه لما كُنت هكذا .
لذلك أيّ إنسان على الإطلاق ، يُلخص علاقته بالله كلها يوم القيامة بِكلمة :
الحمد لله رب العالمين . قال تعالى :




[/CENTER]
(سورة يونس)






يُروى : أنّ سيدنا العباس كان مقيماً في مكة ، وكان قد أسلم سِراً، وبَقي عين -النبي صلى الله عليه وسلم - تروي بعض كتب السيرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم -أمر أصحابه ألا يقتلوا عمَّه العباس ، ثم إن الحقيقة انكشفت ، بعضهم ظن أن النبي من باب التعصب ينهى أن يُقْتَلَ عمُّه؛ لكن- النبي صلى الله عليه وسلم -يعلم أن عمه قد أسلم ، ويعلم أيضاً أنه إذا ذكره كُشف أمرُه ، وإذا لم يُشارك عمه في القتل كشِف أمرُه . لذلك أساء أحد الصحابة الظن بعض الصحابة الظن برسول الله -عليه الصلاة والسلام
وقال أحدهم : ينهانا عن قتل عمِّه ، وأحدنا يقتل أباه وأخاه . ثم لما كُشفت الحقيقة قال : بقيت أتصدق عشر سنين لعل الله يغفر لي سوء ظني برسول الله- صلى الله عليه وسلم
فالإنسان إذا توهم أن الله يسوق الشدائد تَشَفِّياً ؛ فالله أسماؤه حُسنى قال تعالى :




(سورة إبراهيم)






وأخيرا فما حظ المؤمن من هذا الاسم ؟
# المؤمن يجب أن يكون نافعاً لعِباد الله ، وينبغي أن لا يقترب من المنحرفين لئلا يصيبه منهم الضُر ، قال تعالى :




( سورة المائدة : الآية 54 )




# المؤمن ينبغي أن لا يرجوَ أحداً ، وأن لا يخشى أحداً ، وأن يكون اعتماده على الله كلياً . ومَنْ عَرَفَ أنَّ الله مولاه ، قد تفرَّد بالإيجاد ، وتوحَّد في الإنعام ، فوَّض أموره إليه ، فعاش في راحة ، والخلق في راحة ، وبذل النصح لكل أحدٍ ، ولم يجد في قلبه غِشاً ، ولا خِيانةً لِغيره
قال تعالى :



( سورة الرعد : الآية 16)




# أن تُفَوِّض أمرك كلَّه لله ، والاستسلام لله عز وجل ، من المشاعر المُسعِدة التي هي ثمرة الإيمان بالله عز وجل .


والحمد لله رب العالمين



















محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الضار النافع


[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR]
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الرقيب

بسم الله الرحمن الرحيم

قال عليه الصلاة والسلام : " أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان " .
أولاً : الرقيب في اللغة بمعنى المُنتظر ، قال تعالى :




(سورة هود)



الرقيب: اسمٌ من أسماء الله الحُسنى إنَّ المؤمن إذا آمن بهذا الاسم ، انعكس هذا الإيمان على سلوكه انعكاساً واضحاً صارخاً ؛ فأنت إذا شعَرت أنك مٌراقب فلابٌد من أن تنضبط ، فشعور الإنسان بأنه مٌراقَب ، ولو من جهة أرضية ، ولو من إنسان من بني جلدته لكنه أقوى منه إذا كنتَ مراقَباً ، فلا بد من أن تنضبط؛
فَكيف إذا أيقنت أن الله -جل جلاله -هو الرقيب ! قال تعالى :


(سورة النساء)
قال تعالى :


(سورة الطلاق)



# فالله اِختار من بين أسمائه اسمين فقال : " لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " فإذا علمت أن الله يعلم ، فَبِدافع فِطرتك ، وبدافع حُبك لذاتك ، وبِدافع رغبتك في السلامة والكسب والتفوُّق ، تستقيم على أمره .
فيُمكن لهذا الاسم أن يكون سبب سعادتك الأبدية ، آمنت أنه يراقبك، فاِستحييت منه ، ولَزِمت أمره ؛ فَسَعِدت في الدنيا والآخرة . فقد يكون اسم الرقيب وحده سبب سعادة الدارين ؛ " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا فالمؤمن في بيته مُراقَبْ ، وفي عمله مُراقَبْ ، وهو يعالج المريض مُراقَبْ ، وهو يَرِفع مذكرة للقاضي مُراقَبْ ؛ وكلما اقترب من الله ؛ شَعَر بالعِتاب أحياناً ؛ فمثلاً عالجتَ هذا المريض معالجة مُتقنة أم أنك مستعجل ، ومشغول ولم تُدقق في حساسيته والأدوية التي أخذها ؛ " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " ، تكلمت هذا الكلام فَهَل عرفت أبعاده ؟ فالإنسان كلما اِرتقى يَنشأ مع نفسه حساب دقيق . واللهِ الذي لا إله إلا هو لو أن الإنسان عرف الله حق المعرفة ، لَحاسَب نفسه حساباً عسيراً لأنه تعالى مُطَّلِع عليك .



# # # ألقيت في هذا المسجد درساً حول الأمانة وقلت : ليس الأمين الذي يؤدي ما عليه إذا كان هناك إيصال ، أو سند ، أو شهود ، أو حساب ثابت ، فهذا سلوك مدني لأنه إذا لم يؤدِّ فالطرف الآخر أقوى منه لوجود السند ، ودعوى ، وقضاء ، وتشهير ، أما الأمين عند الله ؛ فهو الذي يؤدي ما عليه من دون أن يكون مُداناً في الأرض ؛
والله جاءتني ورقة وأنا في هذا المسجد قال لي صاحبها : والله يا أستاذ أديت عشرين مليون ليرة لِورثَةٍ وهم لا يعلمون عن هذا المبلغ شيئاً ، لأن الله رقيبٌ عليه ؛ هذا هو المؤمن ؛ مبلغ ضخم ، وهناك آباء كثيرون أموالهم في سرٍّ لا يُعلِمون بها أولادهم ولا أزواجهم ؛ فإذا مات فجأةً مات معه السِّر ؛ هناك أُناس كثيرون يُعانون من هذا يقولون : مات أبونا ولا نعلم عن أموال أبينا شيئاً ؛ فالذي معهم أموال هؤلاء إذا كانوا من الذين فقهوا قوله تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سيأتون لهم بالمال ويقولون هذا مال أبيكم .



# # # أخ معنا يعمل في دائرة ؛ واسمحوا لي أن أذكر قِصَّته كان له فُسْحة مدتها ساعة أو أقل ، في آخر الشهر قدَّم إجازة بمدة ستة أيام لِرئيسه فقال : لقد استهلكت هذه الإجازة فقال : كيف ؟ قال : لأنني كنت أحضر كل يوم متأخراً تقريباً ساعة من الزمن فَجَمعت هذه الساعات فإذا هي بِمُعدَّل ستة أيام ؛ فاِندهش هذا الشخص من هذا النموذج وقال لي أخونا والله يا شيخ لما قَدِمت في الدرس القادم وجدته معي في درسك ،هذه هي التربية الراقية ؛ تقديم طلب إجازة جعل المدير العام يحضر مجلس علم ، هكذا الدين كلما كنت ورِعاً كلما اِزددت مراقبةً لله ، وأقول لكم مرة ثانية : يمكنك أن تكون أكبر داعية في الأرض وأنت ساكت ؛ وذلك بِأمانتك ؛ واِستقامتك وإتقان عملك .
وأخيرا:سئل بعض القوم بمَ يستعين الرجل على غض بصره عن المحظورات ؟ فأنت إذا مشيت بالطريق بعض النساء يُبرزن أحسن ما في أجسامهن وتراهنّ عاريات من الطراز الأول ، فكيف تغض بصرك ؟ قال : لِعلْمه أن رؤية الحق تعالى سابقة على نظره ؛ علمك أن الله يراقبك هذا أسبق من نظرك إلى الحرام ؛ فبِهذا تغض بصرك وتستحي من الله،
وكثير من الإخوان لا يجتمعون مع امرأة في مصعد واحد ، وينتظر للمرة الثانية أو يصعد الدرج ماشياً لأن المؤمن عفيف إن الله كان عليكم رقيباً .
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
والله سبحانه وتعالى يقول :


(سورة العلق)


والحمد لله رب العالمين




محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الرقيب
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الخافض الرافع


بسم الله الرحمن الرحيم



الخافض الرافع:الخفض في اللغة ضد الرفع ، والخفض الانكسار واللِّين قال تعالى :



GetInline.aspx
(سورة الإسراء)



والانخفاض : الانحطاط ، وتوصف به الواقعة قال تعالى :

GetInline.aspx
(سورة الواقعة)
إذاً مادة الخفض وردت في قوله تعالى : "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ "

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "
" وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ " .
ابن الأثير يرى : أن الخافض هو الذي يخفض الجبّارين والفراعنة أيْ : يضعهم ويهينهم ، ويخفض كل شيء يريد خفضه





أخي الكريم : إذا أنت أتقنت عَمَلَك ، وأدَّيْت وظيفتك على خير وجهٍ ، تشعرُ بِعِزة الإنجاز وعزة الإتقان والتفوُّق . أما إذا أدَّيت عملك بغير إتقان ، وكان عملك سيِّئاً وغير مدروس ، ويحمل أخطاءً كثيرة، واِكتُشِفت الأخطاء عاتبك الناس لأن أتقان العمَل يجعلك عزيزاً، فَصِدقك وأمانتك يجعلانك عزيزاً ،


بِرَبِّكم هل يوجد منّا واحد يتمنى الفضيحة والذُل والإهانة ؟
أقول لكم هذه الحقيقة وأتمنى أن تكون واضحة عندكم ، أيّة خِيانة على الإطلاق ، منذ خلق الله آدم وإلى يوم القِيامة ، لابُدَّ من أن تُفْتَضح والدليل قوله تعالى:


GetInline.aspx
(سورة يوسف)

والخائن حينما يُفْتَضح ، لا يُفْتَضح بِذكاء البشَر بل بِتَقْدير خالق البشر .





# من صفات المؤمنين الأساسية التواضع لله ، ترى المؤمن عزيز إلى أقصى درجة ورافع الرأس إلى أقصى درجة ؛ ولكنه أمام الله ذليل ؛ ويُبالِغ في التذلل أمام عَتَبَة ربه ، ويُبالغ في رفع رأسه شامِخاً أمام أعداء الله، لذلك وصْف الله المؤمنين في كتابه بقوله :



GetInline.aspx
(سورة المائدة)
بِقَدْر ما هو متواضع ومتذلل بينه وبين الله ، يكون بينه وبين الخلق عزيز النفس .




# # أنت كمُؤمن ، ما حظك من هذا الاسم ؟ قال : من أراد أن ينال حظاً من اسم الخافض فَعَليه أن يخفض نفسه قبل أن يخفِضه الله ، اِخفِضها طواعيةً لله وتواضعاً لله ،

انظر إلى الأكحال وهي حجارة لانَت فصار مَقَرُّها في الأَعْيُن


تواضع قبل أن يضعك الله ، فالتواضع عِبادة والتكبر نقيض العِبادة ؛ لذلك من أراد أن ينال حظاً من هذا الاسم فَعَليْه أن يخفض نفسه بالتواضع ، فَيَراها أقل من جميع العباد ،

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دخل عليه رجل فارتعدت مفاصله فهوَّن عليه : عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ لَهُ هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ *
(رواه ابن ماجه)

## كتب لي أخ كريم في درس المسجد قِصة عن أحد أقرِبائه ، وطلب مني أن أُلقِيَها على الناس لما فيها من العِبرة البالِغة ؛ فقد كان له قريبٌ عاقٌ لِوالِديه ، وجاء مرةً لأبنائه بالموز فقالت له ابنته : إن جدتي أكلت موزةً ؛ فَمِن شدة بُخلِه دفع أمه من أول الدرج إلى آخره ، وبَيَّنت له أمه أنها أكلت شيئاً فَضُل عن ابنته . وماتت بعد ذلك بِشهرين .
وعندما وافاه الأجل َبَقِيَ ميِّتاً في بيته أربعة أشهر ، دخلوا عليه بِالمُعَقِّمات وأصبحت الجرذان تأكله . شيء لا يوصف فالله أذله إذلالاً ليس بعده إذلال. فالإنسان ربما يكون عاقاً لِوالِديه ولِمن رباه ، أو عاقاً لإنسان كبير في السن ؛

### مادة الرفع وردت في القرآن الكريم في مواضِع عِدة ؛ ومن أبرز هذه المواضع قوله تعالى :


GetInline.aspx
(سورة البقرة)

والرافع : هو الذي يرفع الأولياء وينصرهم على الأعداء. ويرفع الصالحين إلى أعلى عِلِيين ، ويرفع الحق ، ويرفع المؤمنين بالإسعاد ، ويرفع الأولياء بِالتقريب والنصر ، وكل من تولاه حقاً وعدْلاً ، والرافع من تجلّى باسمه الرافع فَرَفَع السماء بِغير عَمَد . إذاً الرفع مادي ومعنوي

؛ يرفع السماء بِغير عمد ، ويرفع ذِكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فعندما يستقيم الإنسان ويُخلِص لله عز وجل ، تصبح له مكانة كبيرة في المجتمع ، تفوق مرتبته العِلمية واختصاصه وحِرفَته ، فالعلماء قديماً كان أحدهم نجاراً ، والآخر دولاتي ، والآن أصبح لهم مكان رفيع في المجتمع ،



أيها الإخوة :
إذا تجلّى الله إلى قلب المؤمن بِنور اسمه الرافع رفَعَ ذلك النور هذا المؤمن إلى العُلا الأعلى فَصَار مُرْتَفِعاً في الأكوان ، وإذا تجلّى الله إلى قلب المؤمن بِنور اسمه الرافعجعله مُتَألِّقاً كالكوكب الدُرِيّ ، وهذا الإنسان المؤمن لا ينظر إلى ما في أيدي الناس ؛ بل يرفع هِمَّته إلى الله عز وجل .


أيها الإخوة :
اسم الرافع : من ألْصق الأسماء بِحياة المؤمن لأنَّ حياة المؤمن بعد أن يمتحِنه الله تُصْبِح سلسلة إكرامات ، و المؤمن كما قلت في دروس سابقة يمُرُّ بعدة أطوار:

* طَوْر يُؤَدَّبُ فيه على تقصيره وبعض مُخالفاته ،
* وطَوْرٍ يُبْتلى فيه ويُمتحن ؛ فإذا نجح في الطورين وأظن هذا في الآخرة : ألم يؤذ موسى عليه السلام بعد طور التأديب والامتحان لقد أوذي في طور الرسالة من قبل البشر فالحياة الطيبة في الآخرة استقرّت حياته على التكريم

وهذا معنى قول الله تعالى:



GetInline.aspx
(سورة النحل)



وأخيرا : وأيّةُ آية يختص بها النبي عليه الصلاة والسلام قال بعض العلماء : إن لكل مؤمن منها نصيباً بِقدْر إخلاصه وطاعته ؛ فقوله تعالى : " ورفعنا لك ذكرك " من معانيها : أن كل مؤمن يقتدي بِرسول الله، ويقتفي أثره ، ويتبع سنته ، يناله شيء من ما نال النبي من رِفْعة شأنٍ ، وعلُو قدْر

وسيرة العلماء العاملين الصالحين الصادقين والمخلصين في التاريخ الإسلامي تُؤكّد هذه الحقيقة.



















والحمد لله رب العالمين

محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الخافض الرافع
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الحسيب

بسم الله الرحمن الرحيم




اجعل لِربك كل عِزك يستقِر ويثبت فإذا اعتززت بِمن يموت فإنِ عزَّك ميِّت
الحسيب : اسمٌ من أسماء الله الحُسنى معناه : المكافئ ، أو من معانيه المكافىء ، ومن معانيه أيضاً الاكتِفاء ؛ المكافىء المثيل ، فلان حسيب فلان أي مكافِئة ومثيله ونِدُّه ؛والحسيب أيضاً : الذي يكفي ، من الاكتِفاء فالله -سبحانه- هو الكافي تقول : أكرمني فلان وأحسبني أيْ كفاني ، وأعطاني فوق ما أريد .



وتقول : حَسْبِي الله ونِعم الوكيل أيْ : أن الله سبحانه وتعالى كافيني ؛ أما حُسبانك على الله : بِمعنى حِسابُك على الله ؛ فالمعنى الأول : المكافىء . والمعنى الثاني :الكافي . والمعنى الثالث : المُحاسب . مِن النِدِّية والمِثلية ، ومن الاكتِفاء ، ومن الحِساب . ويكون معنى الحسيب في حق الله تعالى في أدق معانيه : الكافي؛ تقول : حَسْبِيالله ونِعم الوكيل أيْ : يكفيني ولا أحتاج لِغيره . فالعِباد كلهم لو أطاعوا الله عز وجل ، كَفاهم أمر دنياهم وآخرتهم .




والحسيب : هو السيد الذي عليه الاعتماد . وليس في الوجود حسيب سواه . قد تعتمد على إنسان يحبك ، ولكنه ضعيف لا يستطيع أن يُنجيك مما أنت فيه ، وقد تعتمد على إنسان قوي ، ولكنه لا يحبك . وقد تعتمد على إنسان قوي ويُحبك ، ولكنك لا تصل إليه ؛

حسبي الله ونِعم الوكيل مِن أفضل الأذكار
، وهي من أذكار النبي عليه الصلاة والسلام . فإذا سعى الإنسان لِجِهة ولم يُوفَّق فيها ؛ ماذا يقول ؟ حسبي الله ونِعم الوكيل .وإذا سلك طريقاً ثم رآه مسدوداً ؛ ماذا يقول ؟ حسبي الله ونِعم الوكيل . والمؤمن يرضى بقضاء ربه ، فإذا كان مستقيماً على أمر الله ، وسلك طريقاً ورآه مسدوداً ، يعلم عِلم اليقين أن هذا الطريق ليس في صالح آخرته ، لذلك وضع الله أمامه العراقيل والنبي عليه الصلاة والسلام عَلّمنا وكان يقول إذا جاءت الأمور على ما يريد . يقول : الحمد لله الذي بِنِعمته تتم الصالِحات . وإذا جاءت على غير ما يريد يقول : الحمد لله على كل حال . ليس في الوجود حسيب سِواه


(سورة يونس)






أيها الاخوة الكرام:

أنْ تقول : حسبي الله ونِعم الوكيل ، وتردد ذلك ، هذا ذِكْر بِمَعْنى الله يكفيني . صِحتك بِيده ، وزوجتك بِيده ، والأقوياء بِيده ، والضعفاء بِيده، ومن فوقك بِيده ، ومن تحتك بِيده ، وطعامك بِيده ورِزقك بِيده ، فإذا قلت : حسبي الله ونِعم الوكيل ، انتهى الأمر .
بعض العلماء ذكر أن الحسيب فيه ثلاثة وُجوه :
الأول :
الكافي ، والعَرَب كانت تقول: نزلت بِفلان فأكرمني ما كفاني .
*سألَت امرأة أميراً أن يُعطِيَها من ماله فأعطاها وأجْزَل ؛ فقال له من في حضرته: لقد كان يكفيها القليل وهي لا تعرِفك فقال هذا الأمير : إذا كان يُرضيها القليل ، فأنا لا أرضى إلا بالكثير . وإن كانت لا تعرفني ، فأنا أعرِف نفسي .
فالحسيب
: هو الكافي فإذا قُلت : حسْبِيَ الله ونِعم الوكيل ؛ يكفيك مؤونة الدنيا والآخرة ، ويكفيك كل الهم ، مهما ضاقت عليك السُّبُل ومهما أُحْكِمت حولك الحلقات .
ولَرُبَّ نازِلة يضيق لها الفتى ذَرْعاً وعند الله منها المَخرجُ
نزلت فلما استحكمت حلَقاتها فُرِجت وكان يُظَنُّ أنْ لا تُفْرَجُ
الثاني : المحاسب . فعلى الإنسان أن يضبط لِسانه وجوارحه ودخْله وماله وكل حركاته لأن الله يحاسب (حسيب) والحال أنه كلما كبر عقلنا وكبر إدراكنا يجب أن يزداد خوفنا من الله وكلما صغر المرء أمام ربه فالله يُكَبِّره أمام الخلق

الثالث :
الشريف ، تقول : هذا بيت حَسَب و نَسَبٍ بالتعبير الشائع . مَنْ هو الشريف ؟ هو الذي لا يرتكب المعاصي ، ولا يبخل ولا يكذب ولا ينافق ولا يذل ولا يغتاب ، فكلما تنزَّه الإنسان عن المعاصي صار شريفاً وليس الأمر كما في بعض البلدان التي تتوارث الشرف الأسرة الحاكمة أشراف ولا يتزوّجون إلا من أشراف من أسرتهم أو قبلتهم :
لا تقل أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل
شرف الإنسان بطاعته لله وشرف المؤمن قِيامه بالليل وعِزُّه استِغناؤه عن الناس شرفك بطاعتك لله . ولا شيء آخر . فالمحاسب الكافي والشريف .

أن تقول حسبي الله ونِعم الوكيل ، يا رب التَجأت إليك واحتمَيْت بك واستعنت بك على من يُعاديني وتوكلت عليك ، وأنت حسبي ورَجائي وذخري وملاذي .
الله -عز وجل - أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول ؛ قال تعالى :
(سورة التوبة)




وقد أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نقول هذا الذكر سبع مرات في اليوم .
# # # من أدب المؤمن مع ربه ؛ أن يعلم أن الله سَيُحاسبه غداً على الكبير والصغير ، ويُطالبه بالنقير والقِطمير ، ومِن وراء عِلم العبد بهذا يُحاسِب نفسه إذا عَلِم أنه سَيُحاسَب ، سَيُحاسِب ويحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه غيره ، ويُطالب قلبه بالقيام بالحقوق قبل أن يُطالبه سواه ، ومتى راقب العبد معنى الحسيب ، وتجلّى له نور القريب ، انبثقفي قلبه نور فإذا نفسه تُحاسبه على تقصيره في الطاعة ، وتُذكِّره بحساب يوم القِيامة .
أنظر سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حِساباً عسيراً ،

* هذا رجل تزوج امرأة ثم تزوج عليها خُفيةً ، فلما عَلِمت الأولى سكتت ثم مات زوجها فأرسلت نصيب ضرَّتِها من الإرث فقالت لها ضرَّتها :
والله لقد طلقني قبل أن يموت وليس لي عنده شيء .
** وذاك قال له : بِعني هذه الشاة فقال : ليست لي فقال له : قل له ماتت فقال : والله إني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها ولو قلت له إنها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني ، عند صاحب هذه الشاة ولكن أين الله ، هكذا كان السلف .

***أرسل رجل مؤمن طعاماً إلى البصرة عن طريق وكيل وقال : بِعِ الطعام بِسِعر يومه . ولما وصل هذا الوكيل إلى البصرة استدعى التجار ونصحوه أن يؤخِر البيع أسبوعاً فقط ؛ يرتفع السِّعر فأخر أسبوعاً ورَبِح أرباحاً طائلة وبشَّر مُوَكِّله بهذه الأرباح وجاء الجواب : ادفع الثمن كله لفقراء البصرة فقد دخل على مالي الشبهة ؛ فهو حبس الطعام لِيزداد سِعره فصار مُحْتَكِراً


يا رب اجعلنا ممن اهتدَ سواء السبيل ، ، وخَلِّقنا باسمك الحسيب فنقوم لإخواننا بِحوائجهم من بعيد وقريب . حتى نتحقق بالشرف والحسب أنك على كل شيء قدير .







والحمد لله رب العالمين .

محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الحسيب


 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

يعطيك ِ الف عافية فطووووم

جـــــــــــــزاك ِ الله خيرا

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

ولك بمثلها
واللهم تغفر لنا بدل السيئات حسنات
وتكون من ميزان أعمالنا يالله
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله المقيت


بسم الله الرحمن الرحيم




المقيت اسمٌ من أسماء اللـه الحُسنى .

القوت مايُمسك الرَّمق من الرزق ، وما يُقيت الإنسان ، وما يقيم أَوَده ، وما يجعله يقف على قدمَيه ، وما يُعينه على مُزاولة نشاطه ، هذا هو القوت ، فالقوت هو ما يُمسِك الرَّمق من الرِّزق ؛ فالخبز من القوت ، والحليب من القوت لكن بعض أنواع الفاكِهة ليس من القوت هناك طعام أساسي وهناك طعام ثانوي فالطعام الأساسي هو القوت ،


المقيت : هو الذي خلق الخلق وساق إليهم الأقوات ؛ الله عزّ وجل رب العالمين ، وأوْصَل إليهم الضروريات ، والكماليات ، ورزق قوت الأشباح ، وقوت الأرواح الآن دخلنا بِمعنى أوسع المقيت : ساق قوت الأشباح ، وقوت الأرواح . والأشباح جمع شبحٍ وهو الجسم لأنه فانٍ والأرواح : المقصود بِها النفس . كما أنه يوجد أقوات للأجساد ؛ هناك أقوات للنفوس ، والنفس قوتُها بالاتصال بالله عزّ وجل ، قوتُها بالسكينة التي يُنزِلها الله على قلوب المؤمنين ، وشعورها بأن الله راضٍ عنها ، وبِمعرفتها بربها وبِالعمل الصالح الذي تتألق به ؛ هذا هو قوت النفس .


فالتعريف دقيق ؛ هو الذي خلق الخلق ، وساق لهم الأقوات . فما دام قد خلق ، فقد رزق .
والشيء الدقيق قوله تعالى :




(سورة الروم)

لم يقُل ثم يرزقكم بل بِالفعل الماضي تطميناً لكم . ؛ فجاء الفعل ماضِياً ؛ الله الذي خلقكم ثم رزقكم .




* كما نحتاج قوت النفوس نحن بِحاجة إلى قوت القلوب

##مثلٌ ؛ لو أنّ أباً في البيت ، كلُّ ألوان الطعام موجودة، وكل ألوان الألبسة موجودة، لكنه لا ينظر إلى ابنه إطلاقاً ولا يُكلّمه فهل يكتفي هذا الابن بِالطعام الذي يأكله في البيت ، وبالشراب اللذيذ ، وباللباس الجيد ؟ لا يمكنه ذلك ، لأنَّ الابن بِحاجة إلى ابتسامة من أبيه ، وإلى كلمة عطف ، وبِحاجة إلى أن يضع الأب يده على كَتِف ابنه ، وإلى أن يضُمّه ؛ فالضَمّ ليس طعاماً ، وبِحاجة إلى أن يُقَبّله أبوه ، والتقبيل ليس طعاماً . ووضع يده على كتِفِه ليس طعاماً ، وكذلك على رأسه ، وأن يبتسِم في وجهه ليس طعاماً ، أليس الطِّفل الصغير بِحاجة ماسة إلى قوت من نوع آخر ،

يُسمّيه المربون
: أن يستَقِيَ الحنان من أمّه وأبيه ، وأن تضُمَّه أمه إلى صدرها ، وأن يضعه أبوه في حجره ، وأن يبتسم في وجهه ، وأن يُضاحكه ، وأن يُداعِبه ، وأن يُلاعِبه ، فهذه حاجة أساسية بِالإنسان .


وكلما ارتقى الإنسان تصبح حاجته إلى هذا القوت المعنوي أشدّ من حاجته إلى القوت المادي
.

والإنسان عندما يقوى إيمانه لا يرى سعادةً أكبر من أن يشعر أن الله تعالى يُحِبُّه ، وأنه في عَين الله ورعايته وتوفيقِه ،

أذا قوت القلوب معرِفة الله والإقبال إليه والقُرب منه ، لذلك أكبر عِقاب يُعاقب به الإنسان يوم القِيامة قوله تعالى :


(سورة المطففين)




# أيها الاخوة وردت كلِمة المقيت في القرآن الكريم مرةً واحدة ، في سورة النِّساء قال تعالى :


(سورة النساء)

أي حفيظاً ويحفظ لكم أعمالكم كلها .





# أما مادة القوت وردت مرة واحدة في سورة فصلت :




(سورة فصلت)





أربعة أيام أي في أربعة فصول.
*** الآن مع أدب العبد مع اسم المقيت . ما علاقتنا بهذا الاسم الجليل ؟ ، قال : الأدب الأول أن لا يقبل إلا الحلال الطيب ؛ فالله يُطعِمنا فلا ينبغي أن تأكل إلا الحلال الطيّب .


هناك قاعدة : لدينا شيء حرام لِذاته ، وهناك شيء حرام لِغيره ؛ فأَكْل الإنسان لحم الخِنزير ، هذا حرام لِذاته أي لِذات الخِنزير . و أن يأكل لحم الغَنَم دون أن يدفع الثمن هذا حرام ولكن ليس لِذاته وإنما لِغيره . فالحُرْمة الأولى حُرمة لِذات الشيء ، والحُرمة الثانية حُرمة لِغَير ذات الشيء وإنما لِطريقة تناوُلِه . وإن كان الطعام الذي خلقه الله قد خلقه لنا إلاّ أننا لابُدَّ أن لا نأكل منه إلا حلالاً بِكَسْبٍ صحيح مشروع .


فَمن أدب المؤمن مع اسم المقيت أن لا يقبل إلاّ الحلال الطيّب ؛ لِيَرتَفِع عند الله ذِكره ، ويعظم أجره . هناك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم جامِعٌ مانِع :
" يا سَعْدُ أَطِب مطْعَمك تكن مُسْتَجاب الدعوة " .
(رواه الطبراني)



إذاً : من أدب هذا الاسم ؛ أنه إذا أُتِيَ لك بِغِداء تشهد المقيت الواسع ، ومتى عَشِقَتْ روحُك المقيت فَنِيْتَ في أنواره ، واجتَهدْتَ في أذكاره ، فَتَأكل الطعام ويتجلّى لك واسِع الإكرام .

النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا أن نأكل بِبُطء وأن نأكل ونذكر الله مع الأكل ، وقال عليه الصلاة والسلام :

أخرج العقيلي والطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسَو قلوبكم".


وأخيرا: من التخلّق بِهذا الاسم الكريم ؛ أن لا تطلب حوائجك إلاّ من الله تعالى ، لأنَّ خزائن الأرزاق بِيَدِه .

فعلى الإنسان أن يسأل حاجته ربّه كلها
فهناك أشخاص تهون عليهم نفوسهم ، ويبذلون ماء وجوههم لغير الله عزّ وجل لكنَّ المؤمن لا يسأل إلاّ الله عز وجل .


ورد في الحديث الصحيح : " أن يا موسى اسألني كل شيء حتى شِرْك نعلك ومِلح قِدرك.. "




فأول أدب من اسم المقيت أن تتحرى الحلال الطيّب ،
والأدب الثاني ؛ أن تنتقل من القوت إلى المقيت ، ومن النعمة إلى المُنعِم ،
والأدب الثالث ؛ أن لا تسأل حاجتك إلاّ الله تعالى .







والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله المقيت

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله المجيب


بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


المجيب : في اللغة : الإجابة والاستِجابة بِمعنى واحد

و كلمة مُجيب كاِسم من أسماء الله الحُسنى لها معنيان :
# المعنى الأول : الإجابة .
# المعنى الثاني : أن يُعطي الله السائل مطلوبه .



أعزائي القراء ، أعتقِد أن هذا الاسم ولا أُبالِغ من أقْرَب الأسماء إلينا
لأن المجيب هو الذي يُقابِل مسألة السائلين ، فأنت في العلاقات الاجتِماعية ، لو سألت إنساناً يستمع ويرى ويتمتَّع بِأخلاقٍ عالية لو سألته شيئاً لا بد أن ترى استِجابةً ؛ أو اعتِذاراً أو ترحيباً أو وَعداً أو بياناً : فالإستِجابة صفة من صِفات الإنسان لكنها اسم من أسماء الله الحُسنى قال تعالى :

(سورة البقرة)

ومن معاني المجيب يُنْعِم قبل النِّداء - وهذا معنى جديد من معاني المجيب


الأب الرحيم المقتدر والغني إن رأى ابنه بِحاجة إلى مِعطف في أيام البرد ، هل ينتظر الأب أن يسأله ابنه شِراء هذا المِعطف ؟ يشتريه له ويُقَدّمه له قبل أن يسأله، فَمِن معاني المجيب أنه يُنعِم قبل النداء ، ويتفضل قبل الدعاء ، ولكن لماذا أحياناً يتأخّر العطاء إلى ما بعد الدعاء ؟

هنا نقطة دقيقة الدلالة جداً مفادها أن الله تعالى يحب أن تدعُوَه ، وأن تلجأ إليه ، وأن تتصل به ، وأن تناجِيَه ، وأن تُمَرِّغ وجهك في أعتابِه ، ويحب أن يُسْعِدك بالاتصال به ؛ فَيَجْعل حاجتك وسيلة لِهدف هو الاتصال والتعبّد .

وهذه نقطة مهمة جداً
، قد يُحوِجك إلى شيء ، وقد يخيفك من شيء ، وقد يلوح لك شبح مصيبة من أجل أن تسأله ، وتفزع إليه ، وتتصل به ، وتلوذ بِحِماه ، ومن أجل أن تُصلي وتدعوه ، ومن أجل أن ترجوه ؛


لأنك بهذا الدعاء ، وذاك الاتصال ، وهذا الرجاء تسعد ، وإجابة السائل هي الوسيلة .
اسم المجيب ورد في كتاب الله كثيراً قال تعالى :

(سورة هود)

وفي سورة الصافات :

(سورة الصافات)



# أحياناً يضع ذو حاجة ثقته بِإنسان ، يزوره ويعرض عليه حاجته ، يخرج صِفر اليَدَيْن ، وخالِيَ الوِفاض ، يُخَيِّب ظنه ، قد يعتذِر له بِأسلوب لطيف ، أو بِأسلوبٍ قاسٍ على كلٍ ليس هناك بأس إلاأنه قد خاب ظني ، وندِمت على تلك الزيارة .

أما الله عز وجل يقول : " وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ "




أيها القارئ الكريم:
ما الذي يمنعك إذا مسّك الضر ؛ أن تصلي قِيام الليل ، وأن تقول يا رب إني مسَّنِيَ الضر ، وأنت أرحم الراحمين . أنت تخاطب مَنْ بِيَده ملكوت السماوات والأرض ، وكل الجِهات التي في الأرض بيده ناصِيَتُها أجلْ ، بِيَده ، قال تعالى :


(سورة هود)وقال تعالى :


(سورة الأنبياء)

# # أحياناً تدعو الله عز وجل من دون تضرّع ، وبِصَوْتٍ جهير هدفك أن تُسْمِع الناس ، فأنت اِعْتَدَيْت على شرط التضرع ، وشرط الخُفْيَة ، واعتديت على خلقِه ، أنّى يُستَجاب لك ؟

لذلك الذي يعتدي على خلق الله دُعاؤه لا يُسْتَجاب . والذي يأكل مال الحرام دُعاؤُه غير مُستجاب، الذي مطعمه حرام ، ومَشربه حرام ، وغُذِّيَ بالحرام ، أنّى يُستَجاب له ؟


الشروط : أن يكون الدَّخْل حلالاً ، وعدم الاعتِداء ، وعدم الجهر بالدعاء قال تعالى : " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " .


# أنت مؤمن دُعِيت إلى الله ، فاسْتَجَبْت . وإلى عمَلٍ صالِحٍ ، فاستَجَبْت . وإلى إقامة الصلاة ، فَصَلّيت . وإلى دفْع الزكاة ، فزَكَّيت. وإلى حج بيت الله ، فَحَججت . وإلى مساعدة زيْدٍ أو عُبَيْدٍ ، فَفَعلْت ،أنظر الى الاستِجابة

قال تعالى : " وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ " .




# وقد ورد أن شخصين سألا الله حاجةً ، وكان الله يحب أحدهما ويكره الآخر .

فأوحى الله إلى بعض ملائكته أن يقضِيَ حاجة البغيض مُسْرِعاً حتى يكُفّ عن الدعاء
،
لأن الله يبغض سماع صوته . وقال الله للمَلَك توقَّف عن حاجة فلان ، لأني أحب أن أسمع صوته ،
قيل في مغزى هذه القصة :
لو كشف الله الحجاب ، لفرِح هذا وحزِن ذاك . فالذي استجاب الله له لا يحب أن يسمع صوته ، والذي لم يستجِب له يحب أن يسمع صوته - هذه قِصة رمزِيَّة


- فإذا دعَوْت الله في صلاتك وبعدها ، صباح مساء ، وأُخِّرتْ الاستجابة فمعنى ذلك أن الله يحب سماع صوتِك
ولعل في تأخير الاجابة خير كثير لك أجعل هذه الآية شِعارك دائما

قال تعالى : " وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " .

**
حدّثني أخ كان مُسافراً من بلدٍ إلى بلد ، يدرس في كلِّية الطِب وحجمه صغير نسبيًّا،
ركِب في سيارةٍ عامة لِيَذهب إلى بلدِه فقال لي : جاء رجلان ضخما الجُثة فتح أحدهما باب السيارة ، وحملني ووضعني على الأرض ، وركِب هو وزميله مكاني .


يقول هذا الأخ : تألَّمت ألَماً لا حدود له ، وما تمنَّيت في حياتي أن أكون مُجْرِماً إلا تلك الساعة ، إذْ أن هذا هو منتهى الإهانة والقسوة . ثمّ قال : وبعد ساعة ركِبت السيارة الثانية ، وأنا في الطريق إلى بلدتي كانت هناك تلة صغيرة ، فرأيتُ تلك السيارة قد تدهورت وكل الركاب ماتوا ، ثمّ قال : في ثانية واحدة انقلب حِقدي إلى شكر
.


وأخيراَ


## حظ المؤمن من هذا الاسم أيضاً ؛ أن يقضِيَ حوائِج الطالِبين ، لِيَقْضِيَ الله حاجَتَه . والله في عَوْن العبد ما كان العبد في عَوْن أخيه . عِبادي إن أردتم رحمتي ، فارحموا خلقي .








والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله المجيب


 

أيلول

نبض السعادة من رحم الألم

إنضم
May 31, 2009
المشاركات
3,932
مستوى التفاعل
109
المطرح
أرض الله الواسعة
رسايل :

مــا أبعد الصباح في هذا العالم

رب إني مسَّنِيَ الضر ، وأنت أرحم الراحمين


أجاب الله دعاك وردتنا .. وبارك بمجهودك


:24::24::24::24::24:
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

انا سعيدة انك من المتابعين

واتمنى لك الفائدة ويجزينا رب العالمين

 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الوكيل‎

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ



الوكيل
:هو الكفيل بِأرزاق العباد وهو : القائم بِأمور عِباده يُدِير أمورهم ويتولى شؤونهم وتسخير ما يحتاجون إليه ،

فالوكيل
: الموكول إليه أمور العباد ومصالحهم والمُتصرف فيها كما يشاء.

* أحياناً إذا أراد الله أن يُؤدِّب مخلوقاً فيبعث الله إنسانًا طيِّبًا يتصدّى له ، ويقيم النكير عليه ويُكَبِّر الأمور ويُقيم الحواجِز ويضع العقبات ؛ تقول أنت : هذا غريب ! ليس هذا من أخلاق هذا الشخص ، فاعلم إذًا أنّ العِباد حتى خواطِرهم ومشاعِرهم وتصوُّراتهم وحتى رغبتهم في الخير أو الشر بِيَد الله عز وجل فإذا كنت مع الله فالله معك.




#نقطة مهمة: انك لن تستطيع أن تتوكَّل على الله إلا إذا عرفْتَه وأن تتعرف إلى الله أكبر إنجاز في حياتِك لأنك موجود في الحياة الدنيا من أجل أن تعرف الله لذلك إن عرفته توكلت عليه ووَكَّلْت أمرك إليه ، فلن يستطيع من أراد أن يتوكّل حقيقة التوكل إلا بعد أن يعرف الله ، قد تجد إنساناً يخاف من إنسان أشد من خوفِه من الله لأنه لا يعرف الله .



صَدِّقوني أيها الإخوة : لا يوجد مؤمن على الإطلاق بِإخلاصٍ شديد وبِصِدقٍ بالِغ وكَّل إلى الله شأْناً من شؤون حياته إلا ويَتَوَلى الله أمره ،
ولقد ورد في بعض الأحاديث القدسية أنّ الله عز وجل يقول لِعَبْدٍ أعطاه الله المال :
" عبدي أعْطَيْتك مالاً ماذا صنَعْت فيه ، يقول يا رب لم أُنْفِق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي ، يقول الله ألم تعلم بأني أنا هو الرزاق ذو القوة المتين " ، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلْته بهم ، "ويقول لِعبدٍ آخر عبدي أعطَيْتُك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ يقول : يا رب لقد أنفقته على كل محتاجٍ ومِسكين لِثِقتي أنك خير حافِظاً وأنت أرحم الراحمين " .




## فأحياناً الإنسان يَكِل إلى الله أمر أولاده وهو على فِراش الموت أو يكل إلى الله أمر بناته أو صِحته ، وقد أعجزه العلاج وكان سييْأس وقد يتألم ويقول : يا رب توكَّلت عليك وفوَّضت أمري إليك أنت أعلم وأنت أرحم وأنت أكرم وأحكم ، هذا الحال إذا توكَّلت على الله حقيقة - والله - سَتَرى العَجَب العُجاب وسوف ترى أنك أقوى الناس .
وها نحن مع الآيات التي ورد فيها هذا الاسم العظيم:

GetInline.aspx
قال تعالى :


(سورة الأحزاب)




GetInline.aspx
(سورة آل عمران)



أيها الاخوة:

# موضوع التوكل لا يبدو جليًا واضحًا ولا يظهر
إلا في الشدائد وأما بالرخاء فلا توكّل فإذا كان الإنسان له دخْل وصِحة وأموره مُيَسَّرة أنى يقول: يا رب توكَّلت عليك ؟ مستحيل ! فالله عزّ وجل إذا أراد أن يسمع صوت عبده المؤمن يسوق له شبح مصيبة ، من أجل أن يركض إلى الله ويلجأ إليه لذلك هذا الاسم لا يبدو إلا في الشدائد ، هذا لغير المؤمن
أما المؤمن فيتوكل على الله في جميع أحواله في الرخاء وفي الشدائد، والمرء في الشدة تُعرف حقيقة إيمانه أو ضلاله وكفره ، كما يعرف يقِينه من شكِّه .
وكذلك قال تعالى :

GetInline.aspx
(سورة الأنعام)

هذا معنى جديد ، فالله على كل شيء رقيب ومالِك فاعبُدوه لأنه على كل شيء وكيل ، متوكِّل أمره ورقيب عليه ومالِكٌ لِناصِيَتِه وهذا هو معنى قول الله تعالى :

GetInline.aspx
(سورة هود)
# نقطة دقيقة المعنى في بحثنا..
قال تعالى :

GetInline.aspx
(سورة النمل)
#
فتَوَكَّل على الله انك على الحق المبين وهذا يعني أنك إذا كنت منحرِفاً ومُعْتَدِياً ومسيئاً ومُجانِباً للحق فلا يصحّ من التوكّل ؛ فتوكَّل على الله إنك على الحق المبين فأحد أسباب التوكل أن تكون على الحق المبين .
جرت قصة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ فَقَالَ مَا قُلْتَ قَالَ قُلْتُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
(رواه الإمام أحمد)
#
لا تقل : حسبي الله ونعم الوكيل قبل أن تستنْفِذ الجهد والعقل والتدبير وإلا كلام غير مقبول إذا لم يدرس وقال حسبي الله ونعم الوكيل أي كان كسولاً فقال :حسبي الله ونعم الوكيل وأهمل تربية أولاده فانحَرفوا فقال : حسبي الله ونعم الوكيل وما عالج ابنه فتَفَاقم المرض فقال : حسبي الله ونعم الوكيل فكل هذا الكلام غير مقبول إطلاقاً
إذاً لا تقل حسبي الله ونعم الوكيل حتى تستفْرِغ جميع جهدِك وتستَوْفي كل عملك عندئذٍ قل هذا الكلام ،
أيها الإخوة : ما من اسم أقرب إلى العبد من اسم الوكيل وهو على كل شيء وكيل ، لذلك وكِّل الله وارتح ونم وأرح أعصابك ووكِّلْه وابتَعِد عن هذه المقْلِقات فَتَوَقُّعُ المصيبة مصيبة أكبر منها أنت من خوف الفقر في فقرٍ ومن خوف المرض في مرضٍ فَتَوَقُّعُ المصيبة مصيبة أكبر منها
والمتوكِّل على الله عز وجل سوف يرى أن الله كفاه وأغناه وأرضاه








والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الوكيل
 

ملكة زماني

شاعرة البيلسان العذبة

إنضم
Apr 26, 2009
المشاركات
7,186
مستوى التفاعل
90
المطرح
بين الورود في قلبه
رسايل :

أنا ملكة زماني وقصري كلو ماس

يعطيكِ ألف عافية فطوم

جعله الله في ميزان حسناتك

جزاكِ الله خيراً


:25:
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
بجد اكثر من رائع

جعله الله في ميزان حسناتك

واتمنى انك تكمليه يافطووومة


وردة*
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

أنتِ فعلاً شجعتني أني اكمله

ربي لا يحرمني من وجودك العطر في حياتي

يا أجمــــــل انسانه وردة*
 

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

سعدت جدا بهذا الموضوع ويسعدني قراءته يوميا ً:24::24:
 
أعلى