قطرة روح
بيلساني سنة رابعة
- إنضم
- Jun 20, 2009
- المشاركات
- 729
- مستوى التفاعل
- 8
فياغرا.. أُم المعارك
قد لا يكون الوقت مناسباً، ونحن نعيش على أهبة حرب، والكرة الأرضية تقف على قرن الثور الأميركي، متوجسة بالكارثة، أن نواصل الحديث عن صعوبة الانضباط العاطفي بالنسبة إلى الرجل، وعن تاريخ الرجال الحافل بالخيانات عبر العصور.
غير أن الأجواء السياسية المشحونة، التي تعيشها البشرية هذه الأيام، والكوارث والحروب التي عرفتها بعض البلدان، تركت آثارها في سلوك الرجل، من منطلق نظرته الجديدة إلى نفسه وإلى العالم، في محاولة إمساكه بحياة أصبحت تبدو سريعة العطب، قد تفلت من بين أصابعه في أية لحظة.
ولأن المرء في أوقات الخوف والحذر يُبالغ في ردود الفعل، فقد شاهدنا تطرُّفاً رجالياً، هذه الأيام، في الالتزام بالقيم الأُسرية في نيويورك، إذ غدت مصائب البرجين المنهارين فوائد على الزوجات، بعد أن صار رجال نيويورك أكثر وفاءً لزوجاتهم بعد هجمات (11 أيلول) وأعلن بعضهم لمجلة "لوبوان" الفرنسية، أنه يفضل الاستمرار في علاقة مع امرأة واحدة، ولا يرغب في خيانة شريكة حياته، بعد أن صار يشعر بأهمية الإخلاص للآخر.
والخــوف الذي أطاح ببورصة شركات الطيران، والمنتجعات السياحية، هو نفسه الذي حجز الأزواج في البيوت، ورفع أسهم شركات الأدوية، وأسهم المؤسسة الزوجية، في عالم صنع الخوف وعلّبه للبشرية، ثم ما عاد قادراً على صنع الطمأنينة، بعد أن أصبح رجاله لا يجدون سكينتهم إلا في العودة باكراً إلى البيت، لتناول جرعة الحب الزوجي، ولو على مضض أميركا التي ابتكرت لنا "الأمن الوقائي" و"الضربة الوقائية" واستراتيجية "الحرب الاستباقيَّة"، استبق رجالها الكارثة، متحصّنين بالحب الوقائي، مُفضِّلين على الإرهاب البيولوجي، الإرهاب الزوجي، واجدين في رئيسهم نموذجاً للزوج الصالح ولفاعل الخير المثالي، الذي من حُسن حظّ البشرية أن يكون انتصر على آل غور بفارق حفنة من الأصوات، فبعث به اللَّه لهداية مَـن ضـلَّ منا سواء السبيل.
ولأن الكوارث تقود الناس إلى إعادة تقييم أولوياتهم واتخاذ قرارات حاسمة تتعلّق بمصيرهم، فقد جاء في استطلاع أجرته مجلة "نيويورك ماغازين" تحت عنوان "الحب بعد 11 أيلول"، أن 36 في المئة من العازبين في نيويورك، باتــوا يسعون إلى الزواج والاستقرار الأُسري وهم بالمناسبة لا يختلفون كثيراً عن ضحاياهم الأفغانيين، الذين قرأنا أنهم كانوا يحتفلون بالزواج تحت القصف الأميركي، بينما كانت الخاطبات، حسب أحد العناوين، يبحثن عن العرسان بين الأنقاض! فالبعض في مواجهة القصف العشوائي للحياة، يفضّل أن يفتك به الحب على أن تفك به الطائرات الحربية، وأن يحترق بجمر الأشواق بدل الاحتراق بالقنابل الانشطارية، أو الموت متفحماً في برج التهمته النيران.
وقد استوقفني هذا الخبر، إذ وجدت فيه بُشرى لأُمتنا، المقبلة حتماً على أكثر من كارثة، فلا أرى خارج الحرب وسيلة ردع تعيد الزوج العربي إلى صوابه، فيتعلّم الاكتفاء بامرأة واحدة، والإخلاص لها كما أننا نحتاج إلى كارثة قومية شاملة قدر الإمكان، كي تنهار إثرها، بمعجزة، بورصة المهر التعجيزي، وترتفع أسهم الزواج لدى شبابنا، عسى أن يفتحها اللَّه في وجوه ملايين العوانس من بناتنا في العالم العربي.
وعند تأمّلنا الحرب القادمة من هذه الزاوية، ندرك أنها ستُحسم في "الأسرَّة" وليس في أروقة الأمم المتحدة، أو في مكاتب البنتاغون، وإن كنا سنخسر فيها ثرواتنا وما بقي من أوطاننا، فلا بأس إنْ كانت الأُسرة العربية ستخرج سالمة ومنتصرة وهنا تكمن حكمة العراقيين، الْمُنهمكين منذ سنوات في أبحاث متطوّرة لإنتاج "فياغرا أُمّ الْمَعارك"، بينما يعتقد الأميركيون، عن غباء، أنهم منشغلون بتطوير سلاحهم النووي لا الَمَنوي وقد تم الإعلان منذ أشهر، بعناوين كبرى في الصحف العراقية، عن إنتاج "فياغرا أُمّ المعارك" بخبرات محلية في مختبرات عراقية وكان في الضجة التي صحبت هذا الاختراع تصرُّف استراتيجي غبي، بعد أن بدت الفياغرا جزءاً من أسلحة الدمار الشامل الْمُشهرة في وجه أميركا، ما قد يستدعي عودة فريق المفتشين، وتعرُّض العراق لحرب مُهلكة.
وليس في وسعنا، والحرب آتيــة لا ريـب فيها، إلا أن نصلِّي كي تُمهلنا قليلاً، حتى يستطيع إخواننا في العراق التهام ما أنتجوا من تلك الحبّة الزرقاء اللعينة، تحسُّباً لأُمّ المعارك، أو بالأحرى لأُمّ أُمّهــا!
قد لا يكون الوقت مناسباً، ونحن نعيش على أهبة حرب، والكرة الأرضية تقف على قرن الثور الأميركي، متوجسة بالكارثة، أن نواصل الحديث عن صعوبة الانضباط العاطفي بالنسبة إلى الرجل، وعن تاريخ الرجال الحافل بالخيانات عبر العصور.
غير أن الأجواء السياسية المشحونة، التي تعيشها البشرية هذه الأيام، والكوارث والحروب التي عرفتها بعض البلدان، تركت آثارها في سلوك الرجل، من منطلق نظرته الجديدة إلى نفسه وإلى العالم، في محاولة إمساكه بحياة أصبحت تبدو سريعة العطب، قد تفلت من بين أصابعه في أية لحظة.
ولأن المرء في أوقات الخوف والحذر يُبالغ في ردود الفعل، فقد شاهدنا تطرُّفاً رجالياً، هذه الأيام، في الالتزام بالقيم الأُسرية في نيويورك، إذ غدت مصائب البرجين المنهارين فوائد على الزوجات، بعد أن صار رجال نيويورك أكثر وفاءً لزوجاتهم بعد هجمات (11 أيلول) وأعلن بعضهم لمجلة "لوبوان" الفرنسية، أنه يفضل الاستمرار في علاقة مع امرأة واحدة، ولا يرغب في خيانة شريكة حياته، بعد أن صار يشعر بأهمية الإخلاص للآخر.
والخــوف الذي أطاح ببورصة شركات الطيران، والمنتجعات السياحية، هو نفسه الذي حجز الأزواج في البيوت، ورفع أسهم شركات الأدوية، وأسهم المؤسسة الزوجية، في عالم صنع الخوف وعلّبه للبشرية، ثم ما عاد قادراً على صنع الطمأنينة، بعد أن أصبح رجاله لا يجدون سكينتهم إلا في العودة باكراً إلى البيت، لتناول جرعة الحب الزوجي، ولو على مضض أميركا التي ابتكرت لنا "الأمن الوقائي" و"الضربة الوقائية" واستراتيجية "الحرب الاستباقيَّة"، استبق رجالها الكارثة، متحصّنين بالحب الوقائي، مُفضِّلين على الإرهاب البيولوجي، الإرهاب الزوجي، واجدين في رئيسهم نموذجاً للزوج الصالح ولفاعل الخير المثالي، الذي من حُسن حظّ البشرية أن يكون انتصر على آل غور بفارق حفنة من الأصوات، فبعث به اللَّه لهداية مَـن ضـلَّ منا سواء السبيل.
ولأن الكوارث تقود الناس إلى إعادة تقييم أولوياتهم واتخاذ قرارات حاسمة تتعلّق بمصيرهم، فقد جاء في استطلاع أجرته مجلة "نيويورك ماغازين" تحت عنوان "الحب بعد 11 أيلول"، أن 36 في المئة من العازبين في نيويورك، باتــوا يسعون إلى الزواج والاستقرار الأُسري وهم بالمناسبة لا يختلفون كثيراً عن ضحاياهم الأفغانيين، الذين قرأنا أنهم كانوا يحتفلون بالزواج تحت القصف الأميركي، بينما كانت الخاطبات، حسب أحد العناوين، يبحثن عن العرسان بين الأنقاض! فالبعض في مواجهة القصف العشوائي للحياة، يفضّل أن يفتك به الحب على أن تفك به الطائرات الحربية، وأن يحترق بجمر الأشواق بدل الاحتراق بالقنابل الانشطارية، أو الموت متفحماً في برج التهمته النيران.
وقد استوقفني هذا الخبر، إذ وجدت فيه بُشرى لأُمتنا، المقبلة حتماً على أكثر من كارثة، فلا أرى خارج الحرب وسيلة ردع تعيد الزوج العربي إلى صوابه، فيتعلّم الاكتفاء بامرأة واحدة، والإخلاص لها كما أننا نحتاج إلى كارثة قومية شاملة قدر الإمكان، كي تنهار إثرها، بمعجزة، بورصة المهر التعجيزي، وترتفع أسهم الزواج لدى شبابنا، عسى أن يفتحها اللَّه في وجوه ملايين العوانس من بناتنا في العالم العربي.
وعند تأمّلنا الحرب القادمة من هذه الزاوية، ندرك أنها ستُحسم في "الأسرَّة" وليس في أروقة الأمم المتحدة، أو في مكاتب البنتاغون، وإن كنا سنخسر فيها ثرواتنا وما بقي من أوطاننا، فلا بأس إنْ كانت الأُسرة العربية ستخرج سالمة ومنتصرة وهنا تكمن حكمة العراقيين، الْمُنهمكين منذ سنوات في أبحاث متطوّرة لإنتاج "فياغرا أُمّ الْمَعارك"، بينما يعتقد الأميركيون، عن غباء، أنهم منشغلون بتطوير سلاحهم النووي لا الَمَنوي وقد تم الإعلان منذ أشهر، بعناوين كبرى في الصحف العراقية، عن إنتاج "فياغرا أُمّ المعارك" بخبرات محلية في مختبرات عراقية وكان في الضجة التي صحبت هذا الاختراع تصرُّف استراتيجي غبي، بعد أن بدت الفياغرا جزءاً من أسلحة الدمار الشامل الْمُشهرة في وجه أميركا، ما قد يستدعي عودة فريق المفتشين، وتعرُّض العراق لحرب مُهلكة.
وليس في وسعنا، والحرب آتيــة لا ريـب فيها، إلا أن نصلِّي كي تُمهلنا قليلاً، حتى يستطيع إخواننا في العراق التهام ما أنتجوا من تلك الحبّة الزرقاء اللعينة، تحسُّباً لأُمّ المعارك، أو بالأحرى لأُمّ أُمّهــا!